اصحاب السفينة |
في الحديث الشريف عن القائم على حدود الله والواقع فيها ان النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قال :
(مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا).
حيث ندرك ان رسولنا الحبيب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) مثل المجتمع بالسفينة واننا في هذه السفينة جميعا, بعضنا بحث عن المناصب والقيادة وصار في اعلاها وبعضنا تهاون وركن الى جنب فصار في اسفلها وان كل من في اعلاها واسفلها ان اختلفوا ولم يتفقوا ولم تكن بينهم من العدل والمساواة والقيادة الحكيمة فانهم هالكون جميعا لا محالة
وهذا ما نحن عليه اليوم من التفرقة والظلم والجور وفساد اصحاب الطبقة العليا وفقرنا لقيادة قادرة على ان تجر السفينة الى شاطيء الامان وغفلة اصحاب الطبقة السفلى وقلة حيلتهم وسكوتهم على الظلم لن نصل الى بر الامان ابدا اذا بقيت الحال على ماهي عليه
وكما قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
وان من واجبنا محاسبة الظالم والاخذ على يده وان فعل مايحلو لنا بحجة الحرية الشخصية امر غير جائز فحتى الحرية الشخصية تكون بحدود العقل والدين وان ليس لكل منا حرية شخصية على حساب غيرنا انما العكس
والحديث الشريف يبين أنه هكذا تكون حال الناس في المجتمع فإنه لا يخلو مجتمع من بعض صور المنكر والفساد التي يقدم عليها ضعاف الإيمان، وقد يلتمس بعضهم لنفسه مبرراً في ما يفعل كأن يقول هذه حرية شخصية، وأنا حر أصنع في ملكي ما أشاء، فإن قام أهل الرشد بواجبهم في إنكار هذه المنكرات والأخذ على أيدي الظالمين صلح المجتمع ونجا الجميع من غضب الله عز وجل، وأما إن تقاعسوا عن هذا الواجب وغلبت كلمة المداهنين فإن العقوبة الإلهية تعم الجميع، وتلك سنة إلهية لا تتغير، قال الحافظ: "وهكذا إقامة الحدود يحصل بـها النجاة لمن أقامها وأقيمت عليه، وإلا هلك العاصي بالمعصية والساكت بالرضا بـها" ، ومصداق ذلك قوله تعالى: ((واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب)) ، وقوله : "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب".
0 التعليقات:
إرسال تعليق